أخبار الوطنالرئيسية

فرنسا تحن إلى ماضيها الاستعماري وتسعى إلى زعزعة استقرار مؤسساتنا

قال إنّ الجزائر لا ترضى المساس بقرارها السيادي من أي جهة كانت، ناصري:

-الجزائر المسالـمة والعصية على أعدائها والمتآمرين عليها في السر والعلن

أكد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، إن الجزائر تخطو بعزم وثبات، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تـبون، طريقها نحو التطور والرقي، مشددا على أنه سيمارس مهامه بكل تفان وصدق وإخلاص، وسيكون رئيسا جامعا”.
وأوضح رئيس مجلس الأمة المنتخب خلفا لصالح قوجيل، في افتتاح كلمته، تخطو الجزائر بعزم وثبات، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، طريقها نحو التطور والرقي، وقد حققت في ذلك نتائج ايجابية على كافة الأصعدة أضحت ملموسة ميدانيا ولا ينكرها إلا جاحد وحاقـد، ولـعـل من أكد واجباتـنا في هـذا المـجال، الانخراط في هذا المسعى الوطني النبيل والزاخـر، والإسهام بفعالية في تجسيد وتحقيق مسارات الإصلاح الشامـل والمـتنوع الذي يقوده بكل حكمة واقتدار ورشادة، رئيس الجمهورية بغية بلوغ التنمية الشاملة المستدامة، والوصول بالجزائر اقتصاديا في غضون عام 2027 إلى مصاف الاقتصاديات الدولية الناشئة.
وأضاف رئيس مجلس الأمة المنتخب، وهي كلها معطيات تهدف إلى كسب الرهانات ومواجهة التحديات في نطاق نظام عالمي مشحون ومتأزم وغير عادل، كما أنها غايات تتحقـق في ظل جـبهة وطنيـة قـويـة، مـصانـة وموحدة، وفي إطار جزائـر جديدة منتـصرة بـقيادتـها الـرشـيـدة، وشعبها الأبي العظيم، وجيشها الباسل المغوار المحترف سليل جيش التحرير الوطني، والذي نرفع لقيادته وجميع أفراده، التحية والتقدير نظير دوره الكبير في حماية الوطـن والحفاظ على سيادته ووقوفه سدا منيعا أمام المؤامرات التي تستهدف أمن البلاد، كما نوصل الشكر والتقدير لمختلف أسلاك الأمن، الساهرة على أمن حياض الأمة وحمايتها من مختلف أشكال الجريمة المنظمة.
وشدد ناصري، إن الجزائر المسالـمة والعصية على أعدائها والمتآمرين عليها في السر والعلن، لا ترضى في جميع الظروف وفي كافة الحالات بالمساس بقرارها السيادي المستقل من أي جهة خارجية كانت بما فيها فرنسا التي أضحت تحن إلى ماضيها الاستعماري، تسعى إلى زعزعة استقرار مؤسساتنا الدستورية، والتشكيك في نزاهة نظامنا القضائي، وأن الجزائر بذلك ترفض رفضا قاطعا كل أشكال الابتزاز السياسي والممارسة السياسوية الدنيـئة والتافهة، وكذا عمليات اختراق سيادتها تحت غطاء دبـلـوماسي، وتصر كل الإصرار على تجسيد علاقات ثنائية قوامـها الاحترام المـتبادل والـندية وتبادل المنافع والمصالح المشتركة، وعلى الطرف الفرنسي الرسمي تحمل تبعات تصرفات مسؤولية.
وفي سياق آخر، أضاف ناصري، أتوجه” بخالص التقدير وعميق الامتنان إلى عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، لما أبداه ويُبديه من حرص موصول على تعزيز مكانة السلطة التشريعية في منظومة الحكم، وتثمينه الدائم لأدوارها المحورية في تكريس دولة القانون وترسيخ الممارسة الديمقراطية”.
وأضاف رئيس مجلس الأمة، “أقف أمامكم في هذه اللحظة، مثقلا بما حملتموني من عبء وثقل مسؤولية رئاسة مجلس الأمة الموقر، وأنها لمسؤولية، قائمة على التكليف لا التشريف، وجب النهوض بها والانضباط لها، والالتزام بروحها وواجباتها وضوابط أخلاقياتها.
ودعا أعضاء مجلس الأمة إلى مد يد العون والمساعدة، للقيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقي وتجسيدها على أحسن وجـه وأتعهد من جانبـي بممارستها بكل تفان وصدق وإخلاص، كما سأكون خلالها، بعون الله،رئيسا جامعا بين كل أعضاء المجلس، باختلاف طيفهم السياسي وانتمائهم الكتلي، وداعما لطابعه الديمقراطي التعددي.
وشدد المسؤول ذاته، في مفتتح هذا الاستحقاق الدستوري، أتوجه بخالص التقدير وعميق الامتنان إلى عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، لما أبداه ويُبديه من حرص موصول على تعزيز مكانة السلطة التشريعية في منظومة الحكم، وتثمينه الدائم لأدوارها المحورية في تكريس دولة القانون وترسيخ الممارسة الديمقراطية، فما يوليه سيادته للمؤسسة البرلمانية من رعاية واعتداد، يجسد قناعة راسخة بأهمية التوازن المؤسسي، ويؤكد إرادته السياسية الصادقة في أخلقة وتشبيب السلطة التشريعية، وإعلاء شأنها ضمن البناء المؤسساتي للدولة، وتشجيع التداول الديمقراطي المسؤول.
ونوه رئيس مجلس الأمة، وأشاد بما قدمه صالح قوجيل اعترافا وإشادة بما أظهره من حكمة ورصانـة وكفاءة عالية في إدارة شؤون مجلس الأمة وبما قدمه من مجهودات جليلة بصفته عضوا ورئيسا له، وهي المجهودات المشهودة التي تنم عن جهاده الثوري البطولي أثناء ثورة التحرير المظفرة، ونضاله الدائم الخلوص للوطن، وتحليه بثقافة الدولة، وكذا عن خبرته وتجربته الطويلتين والمتبصرتين في إدارة وتسيير الشؤون العامة، متمنيا لـه دوام الصحة والعافية لمواصلة مسيرته الثرية.
كما أضاف رئيس مجلس الأمة، وجب التأكيد، بأن مجلسنا الموقر سيظل ملتزما بصلاحياته الدستورية، متعاونا مع المؤسسات الدستورية الأخرى للدولة،وحريصا على استقرارها، ومنسجما مع ما يكفله الدستور للسيد رئيس الجمهورية من مهام ضمان السير الحسن للمؤسسات والنظام الدستوري، وعلى هذا الأساس ينبغي أن نتواصى جميعا – نحن أعضاء مجلس الأمة– بضرورة التحلي بروح المسؤولية الحقة، والالتزام بالواجب البرلماني السليم والرزين في كل الظروف وفي جميع التصرفات، والتفرغ الكلي للأداء البرلماني المتمثل في إعداد القوانين والتصويت عليها ومراقبة عمل الحكومة ،وفقا للشروط التي حددها دستور الفاتح من نوفمبر 2020، الذي كلف- فضلا على ما ذكرته سالفا- مؤسسات الدولة بالسعي إلى تحقيق الأمن القانوني من خلال السهر عند وضع التشريع المتعلق بالحقوق والحريات على ضمان الوصول إليه ووضوحه واستقراره.
كما جدد رئيس مجلس الأمة، التزامه الراسخ بروح المسؤولية الدستورية، وأعرب عن عزمه الصادق وإرادته القوية في ترقية وتمتين فضيلة التنسيق والتشاور والتعاون مع المجلس الشعبي الوطني، هذا الشريك الدستوري الذي يتكامل مع مجلس الأمة في الوظيفة التشريعية، إيمانا مني بأن التناسق والتكامل بين غرفتي البرلمان يعد ركيزة جوهرية لتعزيز العمل الؤسساتي وترسيخ دولة القانون، وتجسيدا فعليا لمبادئ الديمقراطية التشاركية التي ينص عليها دستور الجمهورية.
وفي سياق ذي صلة، قال ناصري، ينبغي العمل من أجل ترقية الدبلوماسية البرلمانية على المستويين المتعدد والثنائي الأطراف بالنظر لأهميتها في المنظومة البرلمانية…فهي مجال محفوظ للبرلمان بغرفتيه، وفق مبدأ – برلمان بغرفتين وصوت واحد-، بما يسمح بالتواجد الفعلي والنشط في الهيئات البرلمانية الإقليمية منها والدولية، وبما يواكب الدبلوماسية الرسمية للدولة في إعلاء صوت الجزائر الوفية لعقيدتها الثابتة في إحلال السلم والأمن العالميين والتعاون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، فضلا عن الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها أم القضايا، القضية الفلسطينية وحق شعبها المضطهد في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وشدّد المسؤول ذاته، ومعها مواصلة الذود والمرافعة عن حق الشعوب في الاستقلال والسيادة وتقرير المصير وعلى رأسها حق الشعب الصحراوي المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير مصيره وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وجدّد ناصري التأكيد على إن ما ينتظرنا – من مهام ونشاطات وبرنامج مكـثف خلال هذه العهدة البرلمانية يفرض علينا جميعا، ولا شك، تثمين الأداء وتعزيز الجهود، ليسجل التاريخ الوطني دورنا القيم ومساهمتنا الناجعة في بناء جزائر قوية، مهابة الجانب، مستقرة، مزدهرة ومتمسكة على الدوام بمرجعيتها التاريخية المتمثلة في بيان الفاتح من نوفمبر 1954 الخالد.

فضيلة.ح

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
يحدث الآن