ردود أفعال غاضبة من خطة ترامب وتحذير دولي من انفجار الاوضاع
غزّة ليست للبيع والشعب الفلسطيني سيبقى في أرضه
الأردن يجدد رفضه تهجير الفلسطينيين
أبو الغيط: تهجير الفلسطينيين من أرضهم غير مقبول للعرب
أثار إعلان ترامب الأخير بإعلانه السيطرة الأمريكية على غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” غضباً عارماً في العالم العربي، فإعادة توطين أكثر من مليوني فلسطيني في هذا القطاع المغلق يحمل في طياته تهديداً لآمال السلام واستقرار المنطقة، وهذه الخطة، التي قوبلت بتنديد دولي، تدفع الأوضاع إلى حافة الانفجار، وتجعل من وقف إطلاق النار الهش مجرد وهم في وجه التوترات المتصاعدة.
وسط حديقة النُصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة غزة، تجمّع ممثلو الفصائل الفلسطينية وأعيان ومخاتير العائلات في لقاء وطني بهدف مواجهة مخططات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الساعية إلى تهجير سكان قطاع غزة.
وعلى رمال الحديقة التي دمرتها قوات الاحتلال بالكامل أثناء اجتياحها مدينة غزة، اجتمع القادة والأعيان داخل خيمة كبيرة نُصبت قرب لافتة كُتب عليها “اللقاء الوطني لمواجهة مخططات ترامب لتصفية القضية الفلسطينية”.
وفي اللقاء، ألقيت عدة كلمات حملت تأكيدات على تمسك الشعب الفلسطيني في غزة بأرضه ورفضه التهجير، وطالبت بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد الطاقات لمواجهة مخططات ترامب، داعية الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم وتعزيز صمود سكان قطاع غزة.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر للجزيرة نت، إن الهدف من اللقاء هو التأكيد للرئيس الأمريكي أن خططه الساعية إلى تصفية القضية الفلسطينية “فاشلة”.
وتحدث مزهر على هامش اللقاء “نرسل رسالة للبيت الأسود وإلى هذا المجرم ترامب نقول فيها: نحن لسنا أمام صفقات تجارية، نحن أصحاب قضية عادلة، ونحن شعب متجذر، ولن تنجح هذه التهديدات والمخططات في اقتلاعنا من أرضنا”.
وتابع “رغم جرائم الإبادة طوال شهور الحرب، شعبنا رفض التهجير، لا لمصر ولا غيرها وبقي ثابتا وشامخا ومتمسكا بهذه الأرض حافظا لوصايا الشهداء، وكل هذه المؤامرات ستفشل”.
من هته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة “أمر لا يمكن القبول به” في العالم العربي.
ولدى سؤاله عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سكان غزة إلى دول أخرى، قال أبو الغيط في القمة العالمية للحكومات في دبي “إن التركيز اليوم على غزة وغدا على الضفة الغربية، والهدف هو إخلاء فلسطين التاريخية من سكانها الأصليين، وهو أمر لا يمكن قبوله في العالم العربي. لقد قاوموا لـ100 عام”.
وتابع “لسنا على استعداد للتسليم الآن، لأننا لم نهزم سياسيا أو عسكريا أو ثقافيا بأي شكل من الأشكال”.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية من أن ضغط ترامب للمضي في تنفيذ خطته سيقود الشرق الأوسط إلى جولة جديدة من الأزمات، مشيرا إلى أن تداعيات هذه المواجهة ستكون وخيمة على السلام والاستقرار.
كما شدد الأردن على رفضه تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدا إمكانية إعادة بناء غزة من دون مغادرة سكانها، وذلك بعد لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب الذي يطالب بالتهجير والسيطرة الأميركية على القطاع.
وقال رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان إن موقف بلاده واضح وثابت بشأن التهجير فلا توطين ولا تهجير ولا حلول على حسابه، وأضاف أن الأردن يعمل مع الدول العربية لصياغة “موقف عربي موحد” لإعادة إعمار قطاع غزة.
وكان الملك الأردني جدد -عبر منصة إكس- معارضته الشديدة لتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية بعد أن اجتمع بترامب بالبيت الأبيض حيث دافع الرئيس الأمريكي عن مقترحه لتطوير القطاع بعد نقل سكانه على دول أخرى.
وأضاف بعد محادثاته مع ترامب: “شددت على أن التزامي الأول هو الأردن واستقراره ورفاه الأردنيين”، وأوضح أن رفض تهجير الفلسطينيين هو موقف عربي مشترك
وفي سياق اخر، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن وفدا برئاسة خليل الحية وصل القاهرة وبدأ لقاءات مع مسؤولين مصريين لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث تعد هذه الزيارة مفاجئة وغير مرتبة من قبل، وتأتي في أعقاب إعلان الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة تجميد تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة يوم السبت القادم إلى حين التزام إسرائيل بما يتعلق بالبروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الناطق باسم حماس في غزة حازم قاسم إن الحركة أكدت ضرورة التزام الاحتلال بما عليه من تعهدات، وترفض أي انتقائية في إدخال المساعدات والمواد الإغاثية التي يحتاجها السكان في غزة، خاصة المواد الأساسية المتعلقة بالوقود والخيام، بالإضافة إلى المعدات الثقيلة اللازمة لاستخراج جثامين الشهداء وإزالة الركام.
وأضاف الناطق باسم حماس في غزة أن هذه الزيارة تأتي في إطار الجهود التي يبذلها الوسطاء في مصر وقطر من أجل احتواء الأزمة المحيطة باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعدما هددت إسرائيل باستئناف القتال إذا لم تفرج حركة حماس يوم السبت المقبل عن المحتجزين المتفق عليهم.
من جهة اخرى، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تسببت في تهجير 40 ألف فلسطيني حتى الآن من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة، مشيرة إلى أن التهجير القسري للفلسطينيين في شمال الضفة يتصاعد بوتيرة «مثيرة للقلق».
وأضافت الوكالة، في بيان، أن القوات الإسرائيلية بدأت في تنفيذ عمليات واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة منتصف عام 2023، ومنذ ذلك الحين، تم تهجير آلاف العائلات قسراً.
ق د