إسرائيل تقصف مناطق النازحين بغزة و25 ألف مريض مهددون بالموت
عشرات الشهداء في مجازر جديدة بغزة وأوامر إخلاء واسعة
حصيلة جديدة للقتل والدمار…غزة تنزف بلا توقف
لا يزال الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على القطاع، حيث ارتكب مجازر مروعة منذ فجر أمس، أسفرت عن استشهاد العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، ومع تجدد الغارات العنيفة، تتفاقم معاناة المدنيين العزل، الذين باتوا لا يجدون مكانًا آمنًا يلجؤون إليه.
استفاق قطاع غزة صباح على وقع غارات إسرائيلية مكثفة، استهدفت الأحياء السكنية والمناطق المأهولة بالمدنيين، ووفق مصادر طبية، فقد استشهد 27 فلسطينيًا في غارات متفرقة منذ فجر أمس، في حين استُشهد 25 آخرون وأصيب العشرات جراء قصف استهدف منزلًا في حي الصبرة وسط غزة، ولم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية عند ذلك، بل امتدت جرائمها إلى مخيم النصيرات، حيث استشهدت طفلة في قصف طال منزلها، وسقط شهداء ومصابون في هجوم آخر استهدف شارع الشيماء ببيت لاهيا شمالي القطاع.
في مشهد آخر يعكس وحشية العدوان، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مقرًا تابعًا للمؤسسات الأممية في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين من العاملين الأجانب، كما ألقت المسيرات الإسرائيلية قنابل على مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في بلدة عبسان شرق خان يونس، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.
ولم يكتفِ الاحتلال بسفك الدماء، بل واصل سياسته في التهجير القسري، حيث وزّع إنذارات على سكان بيت حانون شمالًا وخزاعة وعبسان في الجنوب، مطالبًا بإخلائها فورًا، وألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحذر من “هجوم عسكري واسع”، في خطوة تهدف إلى إرهاب السكان ودفعهم لمغادرة منازلهم.
وبالتزامن مع هذه التهديدات، نشر جيش الاحتلال خارطة تحدد المناطق التي أنذر سكانها بالإخلاء، وهو ما يشير إلى نية الاحتلال توسيع عدوانه في الأيام القادمة، دون اكتراث بحياة الأبرياء الذين لا يجدون مكانًا آمنًا يلجؤون إليه.
بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد أسفرت المجازر الإسرائيلية يوم الثلاثاء عن استشهاد 439 مدنيًا، بينهم 174 طفلًا و89 امرأة و32 مسنًا. وشهد القطاع عشرات الغارات التي استهدفت المنازل والملاجئ، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء بشكل غير مسبوق.
وفي مستشفى المعمداني بمدينة غزة، تكدست جثث الأطفال والنساء الذين قُصفوا أثناء نومهم، في مشهد مأساوي يعكس حجم الجريمة التي تُرتكب بحق المدنيين. ويعد هذا التصعيد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في يناير الماضي.
على الرغم من المجازر المستمرة، لا يزال الموقف الدولي يتسم بالصمت المطبق، باستثناء بعض بيانات الشجب والإدانة التي لا توقف آلة الحرب الإسرائيلية. في المقابل، خرجت مسيرات غاضبة في مدن أمريكية وعالمية، احتجاجًا على تجدد العدوان الإسرائيلي.
فقد شهدت مدن مثل سياتل وسان فرانسيسكو وميلواكي مظاهرات حاشدة، رفع فيها المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات تندد بالمجازر، كما نددوا بموافقة الإدارة الأميركية على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدين دعمهم للقضية الفلسطينية.
داخليا، يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية، فيما أكد مدير المستشفيات الميدانية في غزة، مروان الهمص، أن كل من يصاب إصابة خطيرة في القطاع مصيره الموت لانعدام الإمكانيات الطبية.
وأضاف أن محطات تكرير المياه توقفت بالكامل، ما يهدد حياة آلاف المرضى، خاصة مرضى الكلى الذين يعتمدون على الغسيل الكلوي المنتظم. كما حذر من أن نحو 25 ألف مريض في غزة يواجهون خطر الموت بسبب نقص الغذاء والمياه.
ق د