شهيد كل 15 دقيقة في غزة والكيان الصهيوني يقصف دون توقف
آلة الحرب الصهيونية تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة

-الأونروا تعلن عن وفاة أكثر من 300 من موظفيها في غزة
تواصل آلة الحرب الصهيونية، ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث لم تهدأ أصوات القصف منذ ساعات الفجر الأولى ليوم أمس .
في مشهد يختصر معاناة قطاع محاصر منذ سنوات، تسقط البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وتحترق الخيام فوق أجساد النازحين، بينما يضيق الأفق الإنساني يوما بعد يوم أمام سكان فقدوا كل شيء ولم يتبق لهم سوى الموت.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد 46 فلسطينيا منذ فجر أمس، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار الغارات واستهداف المناطق السكنية.
هذا الرقم يأتي ضمن حصيلة أكبر أعلن عنها الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية، الذي أكد أن نحو 500 شهيد سقطوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، بمعدل شهيد واحد كل 15 دقيقة، في ما يشكل تصعيدا غير مسبوق في عدد الضحايا خلال فترة قصيرة.
في الجنوب، شهدت مدينة خان يونس ومحيطها قصفا عنيفا، حيث استهدفت الطائرات الحربية منزلا في شمال غرب المدينة أدى إلى استشهاد 5 أفراد من عائلة واحدة.
كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب 9 آخرون في قصف جوي استهدف بلدة عبسان الكبيرة، في حين استشهد مدني وأصيب أربعة آخرون إثر قصف خيمة تؤوي نازحين في بلدة بني سهيلا. هذه الاستهدافات المتكررة للمدنيين والنازحين، تؤكد اتساع نطاق العدوان الذي لم يعد يفرق بين هدف عسكري ومأوى للمدنيين.
الاحتلال الإسرائيلي أعلن من جهته أنه قصف 160 هدفا خلال الساعات الأخيرة، ضمن ما سماها عملية “عربات جدعون”، متحدثا عن تدمير بنى تحتية ومواقع إطلاق صواريخ. إلا أن الوقائع على الأرض تثبت أن من يدفع الثمن الأكبر هم المدنيون، لاسيما مع استمرار استهداف المستشفيات والمنشآت الطبية.
أحد أبرز هذه الاعتداءات طال المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، شمال القطاع، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار مباشرة عليه، فيما قامت جرافاتها بهدم السور الشمالي للمستشفى، ووفق مصادر طبية، فإن 55 شخصا لا يزالون محاصرين داخل المستشفى من بينهم أطباء وممرضون ومرضى، يعانون أوضاعا إنسانية مأساوية ويخشون التنقل داخل أقسام المشفى بسبب القصف العشوائي والخطر الداهم.
وفي شمال القطاع أيضا، سقط خمسة شهداء وأصيب عدد من الجرحى في غارة استهدفت نازحين قرب سوق الفالوجا، فيما شهدت منطقة كمال عدوان عمليات إسعاف متواصلة في ظل محدودية الموارد وانعدام الأمان. أما المستشفيات في شمال القطاع، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروجها جميعاً من الخدمة، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية لا يمكن احتواؤها.
الأضرار لم تقتصر على البنية التحتية أو الأرواح، بل امتدت لتطال الكوادر الإنسانية العاملة في الميدان. المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أعلن أن أكثر من 300 موظف من الوكالة لقوا حتفهم منذ بدء العدوان قبل 19 شهرا، كثير منهم قتلوا أثناء تأدية مهامهم في ظروف غير آمنة. هؤلاء الضحايا كانوا من المعلمين والعاملين في القطاع الصحي والإغاثي، ممن التزموا خدمة مجتمعهم حتى الرمق الأخير.
رسالة لازاريني جاءت واضحة وقاطعة: “لا شيء يبرر الجرائم التي تُرتكب”، وهو تصريح يحمل دلالات قانونية وأخلاقية، يعكس حجم الفظائع المرتكبة بحق سكان غزة.
في ظل هذا التصعيد، تزداد المخاوف من انهيار تام للقطاع الإنساني في غزة، وسط صمت دولي مريب وعجز أممي متكرر. فبينما تتساقط القنابل بلا توقف، وتختنق المستشفيات بالدماء، لا تلوح في الأفق أي بوادر تهدئة حقيقية. ويبقى سكان غزة وحدهم في مواجهة آلة القتل، يدفعون ثمن صراع يتجاوز حدودهم، ويعجز العالم عن وقفه.
ق د