غارات صهيونية متواصلة على القطاع وسقوط المزيد من الشهداء
“حماس” تعلن شروطها لإطلاق سراح الأسرى
-1149 مستوطنا يقتحمون الأقصى ومجلس الأوقاف يحذر من انتهاكات غير مسبوقة
مفوضة الإتحاد الأوروبي: الأزمة الإنسانية تتفاقم في غزة بينما تتكدس المساعدات خارجه
في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وتعثر مفاوضات التهدئة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن شروطها مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، منها وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من غزة.
جاء هذا الموقف في تصريح للقيادي طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، والذي أكد فيه أن الحركة تتعامل بإيجابية ومرونة مع كل المبادرات المطروحة، لكنها تصطدم دوماً بتعنت الاحتلال وتنصله من الالتزامات.
تصريحات النونو جاءت بالتزامن مع لقاءات أجراها الوفد التفاوضي برئاسة خليل الحية في القاهرة، بمشاركة مسؤولين من قطر، في إطار جهود الوساطة التي تقودها كل من القاهرة والدوحة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأوضح النونو، أن الكيان الصهيوني هو من يعرقل الاتفاق، وليست المشكلة في أعداد الأسرى أو تفاصيل الصفقة، بل في رفض الاحتلال الالتزام بوقف إطلاق النار ومواصلة عدوانه وعرقلة إدخال المساعدات الإنسانية.
وكانت المرحلة الأولى، من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 جانفي قد شهدت تنفيذ عدة دفعات لتبادل الأسرى، واستمرت الهدنة المؤقتة 58 يوماً، قبل أن تنقضها إسرائيل وتستأنف عملياتها العسكرية ضد القطاع. وتتمحور الخلافات حالياً حول ضمانات الالتزام الإسرائيلي، وعدد الأسرى المفرج عنهم، ومدى شمولية وقف إطلاق النار، إضافة إلى مسألة الانسحاب الكامل من غزة.
وفي سياق متصل، تشهد مدينة القدس تصعيداً خطيراً من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها، حيث اقتحم 1149 مستوطناً المسجد الأقصى صباح اليوم تحت حماية شرطة الاحتلال، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والديني والقانوني للمكان المقدس.
وأدان مجلس الأوقاف في القدس هذه الاقتحامات، محذراً من تبعاتها، خاصة في ظل تزايد الطقوس التلمودية داخل المسجد، والدعوات العلنية لتقديم ما يُعرف بـ”القربان” في ساحاته.
الممارسات الإسرائيلية لم تقتصر على القدس وغزة فحسب، بل طالت كل مناحي الحياة في القطاع، فقد أفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء إلى 38 منذ فجر أول أمس، بينهم 6 أشقاء يعملون في مؤسسة خيرية سقطوا خلال غارة إسرائيلية في دير البلح، أثناء تنقلهم لمساعدة النازحين. كما استُشهد مدير مركز شرطة غرب خان يونس محمد الدرباشي، إثر قصف استهدف منزله، فيما أودى قصف آخر على خيمة للنازحين بحياة اثنين وأصاب آخرين.
وفي سياق آخر، قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للاستعداد وإدارة الأزمات والمساواة، حاجة لحبيب، أمس الاثنين، أن منع الاحتلال الصهيوني دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تسبب في أزمة إنسانية كارثية، بينما تتكدس المساعدات خارجه ويتعفن الطعام.
وأوضحت لحبيب في بيان بخصوص الأوضاع في غزة والضفة الغربية، قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، أن غزة تشهد أزمة إنسانية بسبب منع دخول المساعدات، مضيفة، أنه منذ أكثر من شهر، لم تصل مساعدات ولا غذاء ولا كهرباء ولا حتى لقمة خبز واحدة.
وقالت: “بينما تمتلئ المستودعات خارج غزة بالطعام، ينفد الطعام في غزة ويتعفن على أبوابها لأننا لا نستطيع دخول المنطقة. ويقتل أو يصاب ما لا يقل عن 100 طفل يوميا” .
وأشارت إلى أن هناك 3 أولويات ملحة في غزة حيث يواصل الاحتلال إبادته الجماعية، وهي استئناف وقف إطلاق النار، إطلاق سراح جميع الأسرى، و تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
كما ذكرت المفوضة أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة يتدهور أيضا، وأضافت بالقول: “أمسى التهجير القسري والعنف أمرا طبيعيا. ولهذا نحتاج إلى تحرك سياسي حاسم”.
من جهتها، ذكرت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بأن الاتحاد الأوروبي هو من أكبر الجهات المانحة للمساعدات الإنسانية لغزة، وأنه يجب النظر في ما يمكن للاتحاد فعله أكثر لوقف هذا الفقدان المأساوي للأرواح.
من جانبه، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ب”الجحيم المتفاقم”، في ظل استمرار القصف الصهيوني وتفشي المجاعة والأمراض.
وقال لازاريني، في تصريحات على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بتركيا، إن غزة لا تضم مكانا آمنا واحدا، مشيرا إلى أن السكان يعيشون في تنقل دائم بفعل أوامر الإخلاء، وسط ظروف معيشية متدهورة ونفاد شبه كامل للمساعدات الإنسانية نتيجة إغلاق المعابر منذ نحو شهر.
وأضاف أن استهداف الاحتلال الصهيوني 15 من طواقم الإغاثة والدفاع المدني نهاية مارس الماضي يمثل “تصعيدا خطيرا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني”، مطالبا بتحقيق دولي ومحاسبة المسؤولين.
كما جدد الدعوة إلى رفع الحصار عن غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري، مشيدا في الوقت نفسه بشجاعة الصحفيين الفلسطينيين وأهمية وجود تغطية إعلامية دولية مستقلة من داخل القطاع.
ق د