جوع في الشمال ودمار في الجنوب.. غزة تحت حصار التجويع والإبادة

تحذير أممي من نفاد فرص الحياة بغزة
جوع في الشمال ودمار في الجنوب.. غزة تحت حصار التجويع والإبادة
لم يكن التحذير الأممي الأخير مجرد بيان اعتيادي، بل صرخة في وجه صمت العالم. ..”غزة تختنق”، حيث وصفت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية، ما يجري بأنه حرمان متعمد ومقصود من ضروريات البقاء، في واحدة من أكثر الحصارات قسوة في التاريخ الحديث فأكثر من خمسين يوماً مرت دون أن يدخل القطاع غذاء أو وقود أو إمدادات صحية، فيما تمضي آلة الحرب الإسرائيلية في القصف والتدمير دون توقف، مخلفة مئات الشهداء وآلاف المصابين، معظمهم من النساء والأطفال.
في شمال غزة، حيث بلغ الوضع الإنساني ذروته، تقف النساء في طوابير طويلة بحثاً عن رغيف خبز، بينما تُغلق المخابز أبوابها تباعاً بسبب نفاد الوقود والطحين. المستشفيات تئن تحت وطأة العجز الكامل، بلا أدوية ولا طاقة، والمراكز الصحية امتلأت بضحايا الغارات، في حين لا يجد الأطباء وسيلة لمعالجة الإصابات سوى المسكنات والإسعافات البدائيةو المياه بدورها أصبحت سلعة نادرة، أما الوقود فصار حلماً بعيد المنال. والنتيجة: جوع يفتك، وعطش يذبح، ودمار يلف كل زاوية.
كما حذرت وكالة الأونروا من انهيار تام للوضع الإنساني، مطالبة بإعادة فتح المعابر بشكل فوري لتدفق المساعدات. لكن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول أي نوع من الإمدادات منذ أكثر من سبعة أسابيع، بما في ذلك الأغذية ولقاحات الأطفال والمستلزمات الطبية. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، نزح أكثر من 420 ألف شخص منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير، فيما يخضع نحو 70% من سكان القطاع لأوامر تهجير مستمرة.
المشهد الإنساني يزداد قتامة في ظل العجز الكامل عن الطهي بسبب نفاد الغاز وارتفاع أسعار الخشب، ما يدفع السكان لاستخدام مواد سامة كالبلاستيك وبقايا الأثاث لإشعال النيران، وهو ما يتسبب في مشاكل صحية خطيرة وخاصة للأطفال وكبار السن.
ميدانياً، تصاعدت وتيرة الغارات الإسرائيلية منذ فجر اليوم، حيث استشهد 50 فلسطينياً في قصف استهدف عدة مناطق من القطاع، ليرتفع عدد الشهداء خلال الـ48 ساعة الأخيرة إلى نحو 100، بالإضافة إلى أكثر من 200 جريح. وتحدثت مصادر محلية عن قصف بطائرات مسيّرة على خان يونس وبيت حانون، أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بينهم أطفال.
ثلاث غارات متتالية على خان يونس جنوب القطاع خلّفت 11 شهيداً، من بينهم أطفال ونساء، بعد استهداف خيام تؤوي نازحين. في المواصي، قضت عائلة بأكملها تحت أنقاض خيمتها، بينما كان أفرادها يحاولون طهو وجبة بسيطة قبل حلول الليل.
ورغم دعوات المقاطعة العالمية المتزايدة ضد إسرائيل، والتي طالت المنتجات والشركات الداعمة للاحتلال، فإن الواقع الميداني في غزة يشير إلى غياب فعلي لأي ضغط دولي جاد قادر على وقف آلة الحرب أو رفع الحصار.
ق د