
ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 51 ألفا و25 شهيدا
الكيان الصهيوني يحول غزة إلى “مقبرة جماعية” للفلسطينيين!
-الأمم المتحدة تصف الوضع في غزة بالجحيم وتحذيرات من كارثة بالمستشفيات
مع إشراق كل يوم، ترتفع حصيلة الوفيات في غزة، حتى تحولت إلى ما يُشبه مقبرة جماعية للفلسطينيين، حيث بلغ عدد الوفيات أمس 51 ألف و25 شهيد من إنطلاق الإبادة التي يُمارسها الكيان الصهيوني في حق شعب أعزل على مرأى ومسمع من العالم دون أن يُحرك ساكنا.
اعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الأربعاء، أن الاحتلال الصهيوني حول قطاع غزة إلى “مقبرة جماعية” للفلسطينيين ومن يحاولون مساعدتهم، منذ أن بدأ حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين في القطاع في السابع من أكتوبر 2023.
وقالت منسقة الطوارئ في قطاع غزة لدى “أطباء بلا حدود”، أماند بازيرول، في بيان، إنه “تم تحويل غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ومن يأتون لمساعدتهم، حيث نشهد لحظة بلحظة الدمار والتهجير لكل سكان القطاع”، لافتة إلى أنه “في ظل عدم وجود أي مكان آمن للفلسطينيين أو من يساعدونهم، تواجه الاستجابة الإنسانية صعوبات جمة تحت وطأة انعدام الأمن والنقص الحاد لدرجة حرجة في الإمدادات، مما لا يتيح أي خيارات تذكر للناس للحصول على رعاية”.
وفي سياق متصل، جددت السلطات الصحية في قطاع غزة التذكير بأن تعليق الاحتلال الصهيوني دخول الوقود والإمدادات الطبية والغذائية منذ أوائل مارس الماضي، يعرقل عمل المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل مع نفاد الإمدادات الطبية.
واستأنف الكيان الصهيوني في 18 مارس الماضي عدوانه على قطاع غزة بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أنه واصل خرق بنود الاتفاق واستمر في قصفه لأماكن متفرقة من القطاع مخلفا شهداء وجرحى، كما تنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبلغت حصيلة ضحايا حرب الإبادة الصهيونية على القطاع منذ بدئها في السابع من أكتوبر 2023، 51025 شهيدا و116432 مصابا، حسب ما أفادت به السلطات الصحية الفلسطينية، أمس الأربعاء.
وفي اليوم الثلاثين من استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يواصل الموت زحفه على السكان المدنيين، في مشهد يختزل أقصى معاني الألم الإنساني، وسط صمت دولي يفاقم من قسوة الكارثة.
مع إشراقة كل فجر، لا تشرق الحياة في غزة، بل تنبعث رائحة الموت من تحت الركام، وتخيم صرخات الثكالى على ما تبقى من أحياء دمرها القصف الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر.
وفي هذا الصدد، أفادت مصادر طبية باستشهاد 21 فلسطينياً جراء قصف عنيف شنته قوات الاحتلال على مناطق متفرقة من القطاع، ففي بلدة القرارة شمال خان يونس، استهدفت مسيّرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين، مما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة أربعة آخرين. أما في مدينة غزة، فقد أسفرت غارة استهدفت منزلاً بمنطقة النفق عن استشهاد عشرة أشخاص من عائلة واحدة، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من المجازر التي باتت يومية. ولم تكن جباليا النزلة في شمال القطاع أو حي التفاح في شرقه بأحسن حال، فقد استهدفت الغارات هناك منازل المدنيين لتخطف أرواح ستة آخرين وتترك عشرات الجرحى بين الحياة والموت.
وفي ظل هذا المشهد الدموي المتواصل، تصاعدت التحذيرات الدولية من التدهور الكارثي في الأوضاع الإنسانية. الأمم المتحدة، التي بات موظفوها في غزة أنفسهم في دائرة الخطر، وصفت الوضع في القطاع بأنه “جحيم حقيقي”، معبرة عن قلقها البالغ إزاء تعمّق الكارثة وتفاقم المأساة.
وقال أجيث سانغاي، مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إن إسرائيل لا تلتزم باتفاقية منع الإبادة الجماعية، مشيراً إلى أن سكان القطاع يعيشون أسوأ مراحل الحرب منذ اندلاعها في أكتوبر الماضي، في ظل انعدام تام لدخول المساعدات منذ شهر مارس.
المرافق الصحية، التي تمثل الأمل الأخير للناجين من جحيم الغارات، لم تسلم هي الأخرى من الاستهداف، وفي هذا الصدد حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من انهيار تام في النظام الصحي بغزة، مشيراً إلى أن الهجمات المتكررة على المستشفيات قد تؤدي إلى إيقافها بالكامل، ما يعني قطع شريان الحياة عن الجرحى والمرضى، ودعا غيبريسوس إلى وقف فوري لإطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات، ورفع الحصار الذي يقتل الحياة في القطاع رويداً رويداً.
وفي إحصائية جديدة أصدرتها وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 51 ألفاً، فيما تجاوز عدد الجرحى 116 ألفاً منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023. ومنذ استئناف العدوان الأخير في 18 مارس الماضي فقط، سقط أكثر من 1650 شهيداً، وقرابة 4400 جريح، ما يعكس تصعيداً ممنهجاً يستهدف المدنيين دون تمييز. الأسوأ من ذلك، أن أكثر من 1400 من الكوادر الصحية فقدوا حياتهم خلال الحرب، فيما لا يزال نحو 360 من العاملين في القطاع الصحي يقبعون في سجون الاحتلال، وفق ما أعلنت الوزارة.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات باردة، بل هي وجوه، وأسماء، وعائلات، وحكايات إنسانية طُمست تحت الأنقاض، فغزة، التي كانت دائماً عنواناً للصمود، تواجه اليوم مرحلة غير مسبوقة من الإبادة الجماعية، وسط عجز عالمي بات جزءاً من الجريمة. وبينما يواصل الطيران الإسرائيلي إحكام قبضته على السماء، يستمر الغزيون في دفن شهدائهم جماعياً، وكأن العالم كله قرر أن يشيّع معهم ضمير الإنسانية إلى مثواه الأخير.
أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر تهديد في تاريخها
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية, أحمد أبو الغيط, أمس الأربعاء, أن القضية الفلسطينية تتعرض ل”أخطر تهديد في تاريخها” في ظل تواصل حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة .
وقال الأمين العام في كلمته أمام الدورة ال57 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك, والتي عقدت في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بتونس, أن الكيان الصهيوني “يريد محو الشعب الفلسطيني من الجغرافيا والتاريخ, وهو هدف تصوره له أوهام وعقد عنصرية”.
وأوضح أن عملية تهجير الفلسطينيين “مرفوضة عربيا وإسلاميا ودوليا, وقد آن لهذه المقتلة أن تتوقف لنشرع فورا في جهود إعادة الإعمار والتعافي ونفتح الطريق أمام الحل العادل المقبول فلسطينيا وعربيا وعالميا وهو حل الدولتين”, مشددا على أن “الوجود الفلسطيني على الأرض هو أهم سبيل للنضال وعلينا العمل على تعزيز هذا الوجود والصمود أمام وحشية عمياء لم يسبق لها مثيل في عصرنا الحديث”.
ق د