الجزائر تقود قاطرة التحول الطاقوي في إفريقيا بخبرة تتجاوز 60 عامًا

عرقاب يؤكد إلتزام الجزائر الراسخ بدعم الدول الإفريقية في مجال المحروقات
الجزائر تقود قاطرة التحول الطاقوي في إفريقيا بخبرة تتجاوز 60 عامًا
-شركة سونانغول الأنغولية رئاسة المنتدى إلى شركة سوناطراك
أكد وزير الدولة، وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، محمد عرقاب إلتزام الجزائر الراسخ بدعم الدول الإفريقية في مجال المحروقات وصناعة النفط والغاز، عبر تقاسم خبرتها التي تفوق 60 سنة، خاصة من خلال معاهدها الرائدة، على غرار المعهد الجزائري للبترول.
وأوضح عرقاب خلال الاجتماع الثاني لمنتدى مراكز البحث والإبتكار والتطوير للدول الأعضاء في المنظمة الإفريقية للبلدان المنتجة للنفط، أن الجزائر تسعى إلى تعزيز التعاون والشراكات مع الدول الإفريقية، خصوصا في قطاع الطاقة، ضمن سياسة استباقية تهدف إلى دعم النمو المشترك وبناء جسور متينة بين الشعوب الإفريقية.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب وزير الدولة بضيوف الجزائر، مشيدًا بأهمية هذا الحدث القاري الذي يُعدّ منصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال البحث العلمي والابتكار والتطوير التكنولوجي في قطاع النفط والغاز.
وأكد وزير الدولة أن الجزائر، وفية لالتزاماتها القارية، تعمل على ترسيخ شراكات استراتيجية مع الدول الإفريقية، لاسيما في قطاع الطاقة، من خلال دعم مشاريع البحث والتطوير، وتشجيع التحول نحو نموذج طاقوي مستدام ومتكامل.
وأشار إلى أن تنظيم هذه الطبعة تحت شعار “الابتكار والتعاون” يعكس الإرادة الجماعية لبناء شراكات قائمة على المعرفة والممارسات الفضلى، بهدف استغلال الموارد الطبيعية بشكل مسؤول وفعّال، خاصة في ظل التحديات المناخية والانتقال الطاقوي.
سوناطراك تُجسّد ريادة الجزائر بـ30 براءة اختراع و40 مشروع بحثي
وفي هذا السياق، استعرض الوزير الجهود التي تبذلها الشركة الوطنية سوناطراك، لا سيما في مجال البحث والتطوير، حيث تم تسجيل حوالي 30 براءة اختراع خلال ثلاث سنوات فقط، بالإضافة إلى إطلاق نحو 40 مشروعًا بحثيًا، يُجسّد أكثر من 70٪ منها في إطار شراكات وطنية ودولية.
كما تطرّق إلى الاتفاقيات المبرمة مع سبع جامعات جزائرية لإنشاء مختبرات بحثية مختلطة وتعزيز الربط بين الجامعة والصناعة، في أفق دعم الأمن الطاقوي الوطني والإفريقي.
وفي ختام كلمته، جدّد وزير الدولة التزام الجزائر الثابت بدعم الدول الإفريقية في مجالات الاستكشاف، التكوين، التصنيع المحلي، ومشاركة خبراتها الطويلة التي تمتد لأكثر من ستين سنة، مؤكدًا أن الابتكار والبحث العلمي يُمثلان ركيزة استراتيجية في رؤية الجزائر لتنمية القطاع الطاقوي وخدمة القارة الإفريقية.
هذا ويهدف هذا المنتدى، المُنظَّم تحت شعار الابتكار والتعاون، إلى تعزيز القدرات التكنولوجية للدول الأعضاء، ووضع أسس شراكة أكثر متانة من أجل استغلال مسؤول، فعّال ومستدام لموارد المحروقات الإفريقية.
مساعي لإحداث أقطاب امتياز تكنولوجية وعلمية حقيقية داخل دول القارة
وتتمثل الأولويات التي تقع في قلب هذا الحدث في ترقية تقاسم الممارسات الحسنة، وإرساء أوجه التآزر بين فاعلي قطاع النفط والغاز، وإحداث أقطاب امتياز تكنولوجية وعلمية حقيقية داخل دول القارة الأعضاء في منظمة الدول الإفريقية المصدرة للنفط.
وتتصدر أعمال المنتدى ثلاثة محاور ذات أولوية تطوير تكنولوجيات تتماشى مع واقع القارة؛ تعزيز الكفاءات المحلية من خلال إدارة المعرفة ونقل المعارف والمهارات؛ إدماج المتطلبات البيئية في استراتيجيات الاستغلال.
وخلال هذا الحدث، سلمت شركة سونانغول الأنغولية رئاسة منتدى مراكز البحث والتطوير والابتكار للدول الأعضاء في منظمة الدول الإفريقية المنتجة للنفط إلى شركة سوناطراك، ممثلة بمديريتها المركزية للبحث والتطوير.
بفضل خبرة تفوق 60 سنة في هذا المجال، تُكثّف الجزائر من مبادراتها لتصبح فاعلاً محرّكا ورائداً في مجال الابتكار في إفريقيا. وفي هذا الإطار، فقد أطلقت البلاد، من خلال شركتها الوطنية سوناطراك، استراتيجية طموحة في البحث والتطوير مكّنت، خلال ثلاث سنوات فقط، من تسجيل نحو ثلاثين (30) براءة اختراع.
إنّ هذا المنتدى يُعدّ محطّة هامة على طريق إطلاق برامج بحث وتطوير مشتركة بين الدول الأعضاء، مدعومة من قبل بنك مُخصّص لتمويل المشاريع التكنولوجية.
ويُشيد المنظمون بالمشاركة القوية للخبراء الأفارقة والدوليين، وهو ما يعبّر عن ديناميكية جماعية تهدف إلى تمكين القارة من تبوّء موقع الريادة فيما يخص البحث التطبيقي في مجال النفط والغاز.
غانية توات