الجزائر بخطى ثابتة لتأكيد دورها في تعزيز التعاون الاقتصادي الإسلامي
بمشاركة 57 دولة...إنطلاق إجتماعات البنك الإسلامي للتنمية

-المعاناة التي يعيشها يوميا الشعب الفلسطيني حاضرة في أشغال الاجتماعات السنوية
انطلقت، الاثنين، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 تحت شعار” تنويع الاقتصاد، إثراء للحياة”، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بحضور ممثلين من 53 دولة، إلى جانب قادة المؤسسات المالية العالمية وشركاء التنمية.
ويشهد مقر المؤتمر الدولي للمؤتمرات تنظيم عدة تظاهرات اقتصادية، منها منتدى القطاع الخاص، كما سيتم عقد المنتدى 13 لتنمية الشباب وتنظيم منتدى للتمويل الإسلامي تحت شعار “التحوّل الرقمي والشمول المالي”، ومنتدى تسهيل التجارة وآخر للاقتصاد الحلال وللشراكة، فضلا عن إطلاق منصّة “التوفيق” للتعاون جنوب – جنوب.
كما تعقد على هامش الحدث الدورة الخمسين لاجتماع مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، التي تُعدّ محطة مهمة في مسيرة البنك نحو تعزيز التمويل الإسلامي، وتوظيف الابتكار، ودفع عجلة التنمية المستدامة.
وتوقّع رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، محمد سليمان الجاسر، في تصريح صحفي قبيل انطلاق الاجتماعات، أن يتم التوقيع على عدة اتفاقيات ثنائية لتمويل مشاريع البنية التحتية.
كما ستتم مناقشة إستراتيجية البنك الهادفة إلى اقتراح حلول مستدامة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الدول الأعضاء في مجموعة البنك، فضلاً عن المساهمة في دعم التنمية والازدهار على مستوى العالم.
مهدي ياسين: الجزائر أطلقت عددا من المبادرات الجادة لدعم روح المبادرة والمقاولاتية
أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، المهدي وليد ياسين،إن ريادة الأعمال أصبحت اليوم ركيزة أساسية في السياسات التنموية الجزائرية. فقد قامت الجزائر خلال السنوات الماضية بإطلاق عدد من المبادرات الجادة لدعم روح المبادرة والمقاولاتية.
وأضاف مهدي ياسين، في كلمته خلال أشغال الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي، اليوم أخاطبكم من الجزائر، بلد الشباب الطموح، خلال فعاليات المنتدى الثالث عشر للتنمية الشبابية للبنك الإسلامي للتنمية، والمنعقد تحت شعار بالغ الأهمية: “جاهزية المستقبل: المهارات والحلول لتوظيف الشباب”.
وأضاف الوزير داته، إن هذا الشعار ليس مجرد عنوان بل هو دعوة جماعية ملحة للتحرك. دعوة لنتكاتف من أجل تمكين الجيل القادم من الأدوات والمهارات والعقلية التي تتيح له أن يكون فاعلًا في اقتصاد عالمي سريع التحول.
وتابع الوزير ذاته، قبل أن ننتقل إلى الرؤى والتصورات، دعونا نبدأ بالأرقام والحقائق، حسب تقارير منظمة العمل الدولية لسنة 2024، يبلغ معدل بطالة الشباب في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط حوالي 25.1%، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم. بل وفي بعض الدول يتجاوز هذا الرقم 30%.
وتابع الوزير ذاته، والأخطر من ذلك، أن ثلاثة من كل خمسة شباب في سن العمل يعانون من بطالة طويلة الأمد أو يعملون في وظائف غير مستقرة ولا تتوافق مع مؤهلاتهم. هذه الأرقام ليست قدرًا محتومًا، بل هي نداء ملح إلى التحرك والتغيير.
وشدّد الوزير ذاته، على أن نعيد النظر بعمق في مناهج التعليم، وأنظمة التدريب، واستراتيجيات التشغيل. فالتحولات التكنولوجية التي نشهدها اليوم، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، تعيد تشكيل سوق العمل من أساسه.
ونوه الوزير ذاته، من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي وحده نحو 320 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدول شمال إفريقيا والشرق الأوسط بحلول عام 2030. لكن هذا النمو لا يأتي دون تحديات.
وشدد الوزير ذاته، فوفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن 44% من المهارات التي يعتمد عليها العمال حاليًا ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة. ومع هذا التحول الكبير، نواجه ما يسمى بظاهرة “الوسط المفقود”، حيث يعزز الذكاء الاصطناعي المهارات العليا، بينما يهدد بإلغاء الوظائف ذات المهارات المتوسطة.
ومن الطريف أن إحدى شركات البناء الكندية وضعت لافتة على أحد المباني قيد الإنجاز مكتوب عليها:”اطلب من Torch GPT أن يُكمل هذا المبنى.، مشيرا هذا هو الواقع اليوم: الذكاء الاصطناعي يخلق فجوة كبيرة في سوق العمل، ويهدد العديد من المهن، لاسيما تلك التي تعتمد على مهارات متوسطة مثل الترجمة، والاستشارة، والخدمات الإدارية.
وشدد الوزير ذاته، لكننا لا نتحدث هنا عن المهارات التقليدية فقط، بل عن مهارات المستقبل: التفكير النقدي، الابتكار، التعاون الرقمي، ريادة الأعمال، والقدرة على التعلم مدى الحياة، وأضاف الوزير قائلاًّ “وكما نقول بطريقتنا الجزائرية الخاصة، أردنا أن نؤسس مدرسة للمهارات. وخلال السنوات الخمس الماضية، تحقق ذلك بالفعل. لقد قرر رئيس الجمهورية أن يكون مدير هذه المدرسة من رواد الأعمال وليس موظفًا إداريًا تقليديًا. وهكذا، في عام 2026، تم اختياري لقيادة هذه المدرسة الوطنية للريادة.”
وشدد الوزير ذاته، ومنذ ذلك الحين، وأنا وزملائي نعمل على جلب المزيد من الشباب ذوي الروح الريادية إلى صلب مؤسسات الدولة. فنحن نؤمن أن القدرة على تحمل المخاطر يجب أن تكون جزءًا من صنع القرار على أعلى المستويات.
وختم الوزير يقول أقول ذلك مع كامل الاحترام للخبراء والإداريين المخضرمين، لكننا اليوم بحاجة إلى عقول شابة، مبدعة، قادرة على تجديد النظم وتطويرها.
وفي هذا السياق، لا بد من الاعتراف بأن الاستثمار في التكوين يشكل ركيزة أساسية للنمو. فحسب تقارير البنك الدولي، فإن كل زيادة بنسبة 10% في الإنفاق على التكوين تقابلها زيادة بنسبة 0.5% في النمو الاقتصادي في البلدان النامية.
وشدد الوزير ذاته، على إن التكوين الناجح لا يخلق فرص عمل فقط، بل يرفع الإنتاجية، ويعزز التنافسية، ويحسن الأداء الاقتصادي العام.
حيداوي يبرز جهود الجزائر في توظيف الشباب ودعمه
ومن جهته، أبرز كل من وزير الشباب، المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي جهود الجزائر في مجال تكوين وتوظيف الشباب، خلال أشغال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 التي انطلقت بالجزائر العاصمة.
وأشار حيداوي في كلمة خلال المنتدى ال13 لتنمية الشباب 2025، المنظم على هامش الاجتماعات السنوية، أهم الإصلاحات والإجراءات “الجريئة” التي قامت بها السلطات العليا في الجزائر، للنهوض بالشباب وجعلهم “عنصرا أساسيا” في المشهد الاقتصادي والسياسي. ومكنت هذه الإصلاحات من خلق منظومة بيئية مشجعة للشباب الجزائري الذي يتمتع بدوره بالكثير من الخصائص التي تجعله “عاملا أساسيا” لتحقيق انتقال تنموي في البلاد، يضيف الوزير، مؤكدا عزم الجزائر على مرافقة الشباب ودعمهم.
وأما بخصوص المنتدى، أبرز، حيداوي أهمية الاجتماعات السنوية للبنك في تعزيز التعاون بين الأعضاء، مشيرا إلى أنها منصة مناسبة للاستفادة من التجارب الناجحة وإيجاد الحلول التي تناسب الشباب.
ومن جهته، أبرز وليد أهمية إعادة النظر في مناهج التعليم والتدريب حتى تكون المنظومة التعليمية مرنة ومواكبة للتطورات التي يعرفها سوق العمل، و تسمح بالتأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضه الذكاء الاصطناعي على سوق الشغل.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير على ضرورة الاستثمار في التكوين المهني،لافتا إلى أن التكوين الناجح يخلق فرص عمل ويحسن الدورة الإنتاجية للمؤسسات والأداء الاقتصادي للبلاد.
وذكر وليد بالجهود التي يبذلها البنك الإسلامي للتنمية لدعم سوق العمل في العديد من الدول، مبرزا أهمية الاستثمار في الوظائف الخضراء على غرار تلك المرتبطة بالطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر من أكبر المستثمرين في هذه الطاقات على مستوى القارة الإفريقية. أما نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية للعمليات، الدكتور رامي أحمد، فأبرز في كلمته أهمية تطوير نظام بيئي يساعد على توظيف الشباب، من خلال وظائف دائمة وليس مؤقتة أو موسمية. وأفاد المتحدث بأن الكثير من الدول الإسلامية تعاني من الهشاشة، مشيرا في هذا الصدد إلى المعاناة التي يعيشها يوميا الشعب الفلسطيني.
وناقش المتدخلون خلال الجلسة الحوارية للمنتدى المنظم تحت شعار “جاهز للمستقبل: مهارات وحلول لتوظيف الشباب”، أولويات التنمية المتعلقة بالتوظيف المنتج والهادف للشباب في البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، وكذا توسيع نطاق الابتكار، بالإضافة إلى الحواجز التي تعيق توظيف الشباب.
فضيلة.ح
واضح يستعرض تجربة الجزائر في التحول الرقمي ومرافقة المؤسسات
الجزائر رصدت مخصصات مالية هامة لدعم المؤسسات الناشئة لتطوير الاقتصاد الرقمي
أبرز وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، خلال أشغال الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية، التجربة الجزائرية في مجال التحول الرقمي ودعم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، لافتا إلى أن الرقمنة في قلب المبادرات الوطنية لدفع المقاولاتية وأساس للتنمية.
وأوضح الوزير، خلال مداخلة له في ندوة حول “الحلول الرقمية لتمكين المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية”، أن الجزائر رصدت مخصصات مالية هامة جدا لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، بغرض تطوير الاقتصاد الرقمي لاسيما منذ سنة 2020.
وأشار في ذات الصدد، إلى أن الجزائر تبنت برنامجا خاصا بالشركات الناشئة بهدف دعمها في مرحلة الإطلاق “من جملة آليات تدخل في إطار رؤية هدفها التمكين للاقتصاد الرقمي في البلاد”، مؤكدا أن مقاربة روح المقاولاتية والابتكار صارت من “العادات الراسخة” لفئات واسعة من الشباب الجزائري، بفضل المقاربة المعتمدة.
وشدد السيد واضح على أنّه “لتمكين المؤسسات الصغيرة المتوسطة والناشئة، يجب أن يكون الاقتصاد مرقمنا لا سيما من جانب الإدارة والمؤسسات والهيئات الحكومية “، وهو ما قامت به السلطات العمومية في الجزائر حيث يتم التجسيد الفعلي للانتقال الرقمي، داعيا المؤسسات المالية إلى الوثوق في التكنولوجيا من خلال اقتناء المنتجات والحلول التي تقترحها المؤسسات الناشئة. كما أكد على أهمية الانفتاح على الابتكار في المؤسسات المالية لتمكين المؤسسات الناشئة من التدخل بحلولها المبتكرة، ما يعود بالنفع على الجانبين.
أما المدير العام لمصرف السلام-الجزائر، ناصر حيدر، فأكد من جانبه أن الإستراتيجية الوطنية للرقمنة ومن خلال محاورها الأساسية تترجم “اهتمام السلطات العمومية بالتحول الرقمي والسعي لإفادة كل شرائح المجمتع من مزايا الانتقال الرقمي” ومن ضمنها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وشدّد حيدر على أهمية وجود بنية تحتية رقمية تغطي كل مناطق البلاد والمناطق النائية وتسهل وصول الخدمات إليها، مشيرا إلى ضرورة توسيع وتشجيع التعليم التقني وتدريب الشباب في إطار برامج مكيفة مع الفئات العمرية والاجتماعية مع تيسير الوصول لها.
فضيلة ح